فصل: فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة الغاشية:
مكية.
{حديث الغاشية} تام.
{عين آنية} جائز وكذا {من ضريع}.
{من جوع} تام.
{عالية} جائز. وكذا {لاغية}.
{مبثوثة} تام وكذا {سطحت} وقال أبو عمرو فيه كاف وقيل تام.
{بمسيطر} كاف.
و{إلا} بمعنى لكن.
{العذاب الأكبر} تام وكذا آخر السورة. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة الغاشية:
مكية.
ست وعشرون آية إجماعاً.
كلمها اثنتان وتسعون كلمة.
وحروفها ثلاثمائة وأحد وتسعون حرفاً.
{الغاشية} تام.
{ناصبة} جائز. ومثله {حامية}.
{آنية} كاف.
{من ضريع} جائز.
{من جوع} تام. وما بعده على حذف العاطف أي ووجوه لأنَّ الذي تقدم {وجوه يومئذ خاشعة} وهذا الثاني معطوف عليه وحذف لدلالة الكلام عليه ولا يوقف على {ناعمة} لتعلق اللام ومثله في عدم الوقف {راضية} لأنه لا يبتدأ بحرف الجر.
{عالية} جائز.
{لاغية} كاف على القراءتين قرأ ابن كثير وأبو عمرو ولا يسمع بالياء التحتية المضمومة مبنياً للمفعول {لاغية} بالرفع نائب الفاعل وقرأ نافع كذلك إلا أنه بالتاء الفوقية والباقون بفتح التاء الفوقية ونصب {لاغية}.
{جارية} كاف.
ولا يوقف على {مرفوعة} لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله وهكذا إلى {مبثوثة}.
{مبثوثة} تام لتناهي صفة الأواني والفرش.
والوقف على {خلقت} و{رفعت} و{نصبت} و{سطحت} كلها وقوف كافية للتفصيل بين أسباب الاعتبار.
وقرأ العامة الأربعة مبنيات للمفعول والتاء ساكنة للتأنيث.
وقرئ {خلقت} وما بعده بتاء المتكلم مبنيات للفاعل.
ويجوز {فذكر} لمكان الفاء والوصل أولى.
{مذكر} حسن.
{بمسيطر} تجاوزه أولى وعلى قراءة ابن عباس {ألاَّ من تولى} بفتح الهمزة وتخفيف اللام يوقف على {بمسيطر}.
{إلاَّ من تولى وكفر} ليس بوقف لمكان الفاء.
{العذاب الأكبر} تام.
{إيابهم} ليس بوقف لأنَّ {ثمَّ} لترتيب الفعل.
آخر السورة تام.. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الغاشية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
روى عبيد عن شبل عن ابن كثير: {عاملة ناصبة تصلى}.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون النصب على الشتم، أي: أذكرها عاملة ناصبة في الدنيا على حالها هناك، فهذا كقوله تعالى: {يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ}، وذلك أنهم لم يخلصوها لوجهه، بل أشركوا به معبودات غيره، وله نظائر في القرآن ومأثور الأخبار.
ومن ذلك قرأ: {إِلَى الإبل كَيْفَ خلقت وَإِلَى السماء كَيْفَ رفعت وَإِلَى الجبال كَيْفَ نصبت وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سطحت}، بفتح أوائل هذه الحروف كلها، وضم التاء- علي بن أبي طالب، عليه السلام.
قال أبو الفتح: المفعول هنا محذوف لدلالة المعنى عليه، أي: كيف خلقتها، ورفعتها، ونصبتها، وسطحتها؟ وتقدم القول على حسن حذف المفعول به، وأن ذلك أقوى دليل على قوة عربية الناطق به.
عبد الوارث قال: سمعت هارون الخليفة يقرأ: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سطحت}، مشددة الطاء.
قال أبو الفتح: إنما جاز هنا التضعيف للتكرير، من قبل أن الأرض بسيطة وفسيحة، فالعمل فيها مكرر على قدر سمعتها، فهو كقولك: قطعت الشاة؛ لأنه أعضاء يخص كل عضو منها عمل، وكذلك نظائر هذا.
ومن ذلك قراءة ابن عباس وزيد بن أسلم وقتادة وزيد بن علي: {إِلَّا مَنْ تولى}، بالتخفيف.
قال أبو الفتح: {ألا} افتتاح كلام، {وَمَن} هنا شرط، وجوابه {فَيُعَذِّبُهُ اللَّه}، كقولك: من قام فيضربه زيد، أي: فهو يضربه زيد. كذلك الآية، أي: من يتول ويكفر فهو يعذبه الله، لابد من تقدير المبتدأ هنا؛ وذلك أن الفاء إنما يؤتي بها في جواب الجزاء بدلا من الفعل الذي يجاب به، فإذا رأيت الفاء مع الفعل الذي يصلح أن يكون جوابا للجزاء فلابد من تقدير مبتدأ محذوف هناك؛ لأنه لو أريد الجواب على الظاهر لكان هناك فعل يصلح له، فكان يقال: ألا من تولى وكفر يعذبه الله، كقولك: من يقم أعطه درهما. ولو دخلت الفاء هنا لقلت من يقم فأعطيه درهما، أي: فأنا أو فهو أعطيه درهما، فهو كقول الله سبحانه: {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْه}، أي: فهو ينتقم الله منه.
ومن ذلك قراءة أبي جعفر يزيد: {إِنَّ إِلَيْنَا إيابهم}، بالتشديد.
قال أبو الفتح: أنكر أبو حاتم هذه القراءة، وقال: حملها على نحو {كذبوا كذبا}، قال: وهذا لا يجوز؛ لأنه كان يجب إوابا؛ لأنه فعال، قال: ولو أراد ذلك لقال: أبوابا، فقلب الواو ياء للكسرة قبلها، كديوان، وقيراط، ودينار؛ لقولهم: دواوين، وقراريط، ودنانير.
وهذا لو كان لابد أن يكون إيابا، فعالا، مصدر أوبت التي مطاوعها تأوب، أي: تفعل، كما قال:
تأوبه خيال من سليمي كما يعتاد ذا الدين الغريم لكان الذهاب إليه فاسدا؛ لأنه كان يجب فيه التصحيح لاحتماء العين بالإدغام، كقولهم: اجلوذ اجلواذا. فأما اجليوذا وديوان فشاذان. وعلى أنه يجوز أن يكون فعالا، إوابا، إلا أنه قلب الواو ياء- وإن كانت متحصنة بالإدغام- استحسانا للاستخفاف، لا وجوبا ألا تراهم قالوا: ما أحيله من الحيلة؟ وهو من الواو لقولهم: يتحاولان، وقالوا في دومت السماء: ديمت. قال:
هو الجواد ابن الجواد بن سبل ** إن ديموا جاد وإن جادوا وبل

يريد: دوموا؛ لأنه من دام يدوم، لكن من روى هذا مما هو أشد قياسا منه، وذلك أن يكون بني من آب فيعلت، وأصله أيوبت، فقلبت الواو ياء؛ لوقوع الياء ساكنة قبلها، فصارت أيبت، ثم جاء المصدر على هذا إيابا، فوزنه فيعال إيواب- فقلب بالواجب. وإن شئت أيضًا جعلت أوبت فوعلت بمنزلة حوقلت، وجاء المصدر على الفيعال، كالحيقال. أنشد الأصمعي:
يا قوم قد حوقلت أو دنوت ** وبعد حيقال الرجال الموت

خبر (من) (فقلب بالواجب) الآتي.
حوقل: الشيخ: اعتمد بيديه على خصريه. ورواية الأصل (بعض) مكان (بعد)، وما أثبتناه أظهر. وانظر اللسان (حقل).
فصارت إيوابا، كالحيقال، ثم قلبت الواو للياء قبلها، فصارت إيابا.
فإن قلت: فهلا حماها الإدغام من القلب.
قيل: هيهات، إنما ذلك إذا كانتا عينين؛ لأنهما لا يكونان إلا من لفظ واحد، وكذلك واو افعول؛ لأنه لا يكون فيها زائد بعدها إلا من لفظها. فأما فوعلت فالواو زائدة، والعلل إليها مسرعة؛ لأنها ليست عينا فتتحامل بها أختها. ألا تراك لو بنيت فعل من فوعلت من القول لقلت: قوول؟ فمددت، ولم تدغم، وأجريتها مجرى فعل من فاعلت من القول، إذا قلت: قوول. ولو بنيت فعل من فعلت من القول لقلت: قول فأجريتها في الصحة مجرى قطع وكسر.
نعم، ويجوز أن يكون أوبت فعولت كجهور، فتقول في مصدره على حد جهوار: إياب، فتقلب الواو ياء؛ لسكونها، وانكسار ما قبلها. ولم يحمها من القلب إدغامها؛ لأنها لم تدغم في عين فتحميها وتنهض بها، إنما أدغمت في واو فعولت الزائدة الجارية مجرى ألف فاعلت، فقد علمت بذلك أن أبا حاتم- عفا الله عنه- أغفل هذين الوجهين. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الغاشية:
مكية.
وآيها ست وعشرون.
مشبه غير الفاصلة:
{ضريع} {جوع}.
القراءات:
أمال {أتاك} و{تصلى} و{تسقى} و{تولى} حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه.
وأمال هاء التأنيث وما قبلها في {الغاشية} و{عاملة} و{ناصبة} و{حامية} و{آنية} و{ناعمة} و{راضيه} و{عالية} و{لاغية} و{جارية} و{مصفوفة} و{مبثوثة} في الوقف الكسائي وحمزة بخلفه.
وأما خاشعة ومرفوعة وموضوعة الآية 13 14 فالمختار فيها الفتح لهما وذهب بعضهم إلى الإمالة فيها عنهما ولم يستثن سوى الألف نحو الصلاة وهما في الطيبة لهما كالشاطبية للكسائي.
وعن ابن محيصن واليزيدي {عاملة ناصبة} بنصبهما على الحال.
واختلف في {تصلى نارا} الآية 4 فأبو عمرو وأبو بكر ويعقوب بضم التاء مبنيا للمفعول من أصلاه الله تعالى وافقهم الحسن واليزيدي والباقون بفتحها مبنيا للفاعل.
والضمير {عليها} لـ: {وجوه}.
وأمال همز {آنية} هشام من طريق الحلواني وفتحها عنها الداجوني كالباقين.
واختلف في {لا تسمع فيها لاغية} الآية 11 فنافع بالتاء من فوق مضمومة بالبناء للمفعول {لاغية} بالرفع على النيابة أي كلمة لاغية أو لغو فيكون مصدرا كالعاقبة وافقه ابن محيصن بخلفه.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس بياء من تحت مضمومة بالبناء للمفعول أيضًا {لاغية} بالرفع على ما تقدم وافقهم ابن محيصن في ثآنية والحسن واليزيدي والتذكير تابع لإسناده إلى مجازى التأنيث والباقون بفتح التاء من فوق ونصب {لاغية} على المفعولية.
وقرأ {بمصيطر} الآية 22 بالسين على الأصل هشام واختلف عن قنبل وابن ذكوان وحفص وتقدم في الطور طريق الخلاف مفصلة مبينة. وقرأ بالإشمام حمزة بخلفه عن خلاد كما بين ثمة والباقون بالصاد.
واختلف في {إيابهم} الآية 25 فأبو جعفر بتشديد الياء قيل مصدر أيب على وزن فيعل كبيطر يبيطر فاجتمعت الياء والواو وسبقت أحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء المزيدة فيها وإياب على وزن فيعال وقيل غير ذلك والباقون بالتخفيف مصدر آب يؤوب إيابا رجع كقام يقوم قياما. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الغاشية:
{تصلى} ضم التاء شعبة والبصريان وفتحها غيرهم.
{لا تسمع فيها لاغية} قرأ نافع تسمع بالتاء المثناة الفوقية المضمومة ولا غية برفع التاء، وابن كثير وأبو عمرو ورويس بالياء التحتية المضمومة في {تسمع} من رفع التاء في {لاغية} والباقون بالتاء المثناة الفوقية المفتوحة في {تسمع} ونصب التاء في {لاغية}.
{عليهم} جلي.
{بمصيطر} قرأ هشام بالسين وحمزة بخلف عن خلاد بإشمام الصاد الزاي، والباقون بالصاد الخالصة وهو الوجه الثاني لخلاد، وإذا ركبت {بمصيطر} مع {الأكبر} كان لخلف وجه واحد وصلا وهو الإشمام في {بمصيطر} مع السكت في {الأكبر} ووجهان وقفا وهما السكت والنقل مع الإشمام، ولخلاد وصلا ثلاثة أوجه الإشمام مع السكت وعدمه والصاد الخالصة مع عدم السكت ووقفا ثلاثة كذلك الإشمام مع السكت والنقل والصاد الخالصة مع النقل فقط.
{إيابهم} شدد الياء أبو جعفر وخففها غيره. اهـ.